• روى يعقوب الشحّام قال: قال لي أبو الهذيل: بلغني أن رجلا يهوديا قدم البصرة, وقد قطع وغلب عامة متكلميهم, فقلت لعمّي:
امض بي الى هذا اليهودي أكلّمه.
فقال: يا بني, هذا قد غلب جماعة متكلمي البصرة.
فقلت: لا بد.
فأخذ بيدي, فدخلنا على اليهودي, فوجدته يقرر الناس الذين يكلمونه نبوّة موسى عليه السلام, ثم يجحد نبوة نبينا صلى الله عليه وسلّم فيقول: نحن على ما اتفقنا عليه من نبوة موسى الى ما أن نتفق على غيره فنقرّ به.
فدخلت اليه, فقلت له: أسألك أو تسألني؟
فقال: يا بني, أو ما ترى ما أفعله بمشايخك؟
فقال: دع عنك هذا واختر.
قال: بل أسألك. أخبرني أليس موسى نبيا من أنبياء الله قد صحّت نبوّته, وثبت دليله؟ تقرّ بهذا أو تجحده, فتخالف صاحبك؟
فقلت له: ان الذي سألتني عنه من أمر موسى عندي على أمرين: أحدهما: أني أقرّ بنبوّة موسى الذي أخبر بصحّة نبوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمرنا باتباعه وبشّر بنبوته, فان كان عن هذا تسألني, فأنا مقرّ بنبوّته, وان كان الذي سألتني عنه لا يقرّ بنبوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يأمر باتباعه, ولا بشّر به, فلست أعرفه ولا أقرّ بنبوّته, وهو عندي شيطان مخزي.
فتحيّر مما قلت له. فقال لي: فما تقول في التوراة؟
فقلت: أمر التوراة أيضا عندي على وجهين: ان كانت التوراة التي أنزلت على موسى الذي أقرّ بنبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, فهي التوراة الحق, وان كانت الذي تدّعيه فباطل, وأنا غير مصدّق بها.
فقال: أحتاج أن أقول لك شيئا بيني وبينك, فظننت أنه يقول شيئا من الخير, فتقدّمت اليه فسارّني وشاتمني, وقد رأى أني أثب به, فيقول:" وثبوا علي".
فأقبلت على من كان في المجلس, فقلت: أعزكم الله, أليس قد أجبته؟
فقالوا: بلى.
فقلت: أليس عليه أن يردّ جوابي؟
فقالوا: بلى.
فقلت: انه لما سارّني شتمني بالشتم الذي يوجب الحد, وشتم من علّمني, وظن أني أثب به, فيدّعي أنا أثبناه, وقد عرّفتكم شأنه.
فأخذته الأيادي بالنعال, فخرج هاربا من البصرة, وقد كان له بها دين كثير, فتركه وخرج هاربا لما لحقه من الانقطاع.
امض بي الى هذا اليهودي أكلّمه.
فقال: يا بني, هذا قد غلب جماعة متكلمي البصرة.
فقلت: لا بد.
فأخذ بيدي, فدخلنا على اليهودي, فوجدته يقرر الناس الذين يكلمونه نبوّة موسى عليه السلام, ثم يجحد نبوة نبينا صلى الله عليه وسلّم فيقول: نحن على ما اتفقنا عليه من نبوة موسى الى ما أن نتفق على غيره فنقرّ به.
فدخلت اليه, فقلت له: أسألك أو تسألني؟
فقال: يا بني, أو ما ترى ما أفعله بمشايخك؟
فقال: دع عنك هذا واختر.
قال: بل أسألك. أخبرني أليس موسى نبيا من أنبياء الله قد صحّت نبوّته, وثبت دليله؟ تقرّ بهذا أو تجحده, فتخالف صاحبك؟
فقلت له: ان الذي سألتني عنه من أمر موسى عندي على أمرين: أحدهما: أني أقرّ بنبوّة موسى الذي أخبر بصحّة نبوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمرنا باتباعه وبشّر بنبوته, فان كان عن هذا تسألني, فأنا مقرّ بنبوّته, وان كان الذي سألتني عنه لا يقرّ بنبوّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يأمر باتباعه, ولا بشّر به, فلست أعرفه ولا أقرّ بنبوّته, وهو عندي شيطان مخزي.
فتحيّر مما قلت له. فقال لي: فما تقول في التوراة؟
فقلت: أمر التوراة أيضا عندي على وجهين: ان كانت التوراة التي أنزلت على موسى الذي أقرّ بنبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, فهي التوراة الحق, وان كانت الذي تدّعيه فباطل, وأنا غير مصدّق بها.
فقال: أحتاج أن أقول لك شيئا بيني وبينك, فظننت أنه يقول شيئا من الخير, فتقدّمت اليه فسارّني وشاتمني, وقد رأى أني أثب به, فيقول:" وثبوا علي".
فأقبلت على من كان في المجلس, فقلت: أعزكم الله, أليس قد أجبته؟
فقالوا: بلى.
فقلت: أليس عليه أن يردّ جوابي؟
فقالوا: بلى.
فقلت: انه لما سارّني شتمني بالشتم الذي يوجب الحد, وشتم من علّمني, وظن أني أثب به, فيدّعي أنا أثبناه, وقد عرّفتكم شأنه.
فأخذته الأيادي بالنعال, فخرج هاربا من البصرة, وقد كان له بها دين كثير, فتركه وخرج هاربا لما لحقه من الانقطاع.